الخميس، 26 مايو 2011

فكرة عمل المصاعد | الانواع | انشائها

فكرة عمل المصاعد | الانواع | انشائها

(نظرة عن قرب)


في القرن الثامن عشر, ظهرت ثورة تكنولوجيا جدية في العالم تختص في طرق حديثة لتصنيع أعمدة الحديد و الفولاذ, و استخدامها في أغراض البناء لتشييد البنايات الشاهقة الارتفاع و ناطحات السحاب التي تمتد لمئات الأقدام في الهواء.


ولكن هذه التطور الرهيب في العمران كان من الممكن أن يكون عديم القيمة لولا ظهور تكنولوجيا ميكانيكية جديدة في نفس الحقبة من الزمن, هذه التكنولوجيا التي جعلت أمر استخدام هذه البنايات الشاهقة عملياً و غير شاقاً, مما يتيح للقاطنين في تلك المساكن الوصول لشققهم أياً كان ارتفاعها و بدون أنى مجهود بدني قد يبذلوه من خلال السلالم الاعتيادية.



المصاعد الحديثة كانت المفتاح الحقيقي لنجاح هذا التطور المهول في هندستي الإنشاء و العمارة الحديثتين, حيث أنها و على مستوى البنايات المنخفضة (مكونة من عدة طوابق فقط) قد أتاحت فرصة الاستخدام للمعوقين حركياً, مما جعل الكثير من المدن المشهورة بالبنايات الشاهقة كنيويورك مثلاً, تهتم بالمصاعد كأحد مقومات الحياة فيها.
في هذا الموضوع سنخوض في فكرة عمل هذه الآلات و نظم حركتها كما أننا نتطرق إلى نظم التحكم و متطلبات السلامة فيها.

إن الفكرة الأساسية في مبدأ عمل المصاعد بشكل عام تتلخص في نظام يتكون من مقصورة مزودة بنظام رفع لإيصال المستخدم إلى الطابق المطلوب. ولكن بالطبع فإن الناحية العملية و التصميم الهندسي لهذه المصاعد ليس بهذا القدر من البساطة, بل و إنما يحتوى على منظومة من الأجهزة و المعدات الحديثة لتتعامل مع الأوزان المتغيرة أثناء التشغيل و لضمان الدقة في الأداء و السلامة في الاستخدام.
تنقسم المصاعد من ناحية التصميم و المبدأ إلى نوعين هما الأكثر شيوعاً و استخداما في أيامنا هذه, هما:


1-المصاعد الهيدروليكية.
2-المصاعد المربوطة أو ذات الحبل.



::::: المصاعد الهيدروليكية :::::

تعمل المصاعد الهيدروليكية بنظام رفع المقصورة باستخدام الذراع الهيدروليكية (عبارة عن مكبس هيدروليكي موجود داخل اسطوانة), و تتلخص فكرة أو مبدأ العمل في (شاهد الصورة التالية) :



اسطوانة (1) تحتوي على مكبس هيدروليكي (2) موصلين بخزان لسائل غير قابل للانضغاط (6) يقوم هذا السائل بنقل الضغط من مضخة هيدروليكية (4) و تحويله لقوة تقوم بدفع المكبس من قاعدته مما يجعل المقصورة المتصلة به تصعد لأعلى, و في حالة الهبوط فإنه يوجد صمام كهرومغناطيسي (5) يسمح بعودة السائل المضغوط تحت المكبس للخزان بالاتجاه المعاكس.

اضغط (هنا) لتشاهد ملف الفلاش المتحرك, (للتحريك استخدم الزرين going up و going down على يمين و يسار الصورة).

أثناء عملية الصعود: عند وصول الكابينة للدور المطلوب فإن المجس الموجود في ذلك الدور يعطي إشارة للمضخة بالتوقف.
أثناء عملية الهبوط: عند وصول الكابينة للدور المطلوب فإن المجس الموجود في ذلك الدور يعطي إشارة للصمام بالإغلاق.
نلاحظ أنه في حال عمل المضخة فإن الصمام يبقى مغلقاٌ, و هذا بديهي لجعل كل السائل يتجه لرفع المكبس, أما في حالة فتح الصمام فإن المضخة تتوقف عن العمل.


مميزات المصاعد الهيدروليكية:
تتلخص مميزات المصاعد الهيدروليكية في قدرتها على التعامل من الأحمال و الثقيلة, حيث أنها تعمل بمبدأ تساوي الضغط الهيدروليكي (الضغط يساوي القوة على المساحة), كما أنه لا يلزم لزيادة قدرة المصعد الهيدروليكي على رفع الأوزان سوى استبدال مضخته بمضخة أكبر ذات ضغط أعلى.

مساوئ المصاعد الهيدروليكية:
تتلخص المساوئ في هذا النوع من المصاعد في نقطتين اثنتين, الأولى و هي أنها تحتاج لمساحات و أحجام فراغ كبيرة لمعداتها, حيث أنه يلزمها اسطوانة تكبر في الطول كلما زاد عدد الطوابق في المبنى, و في نفس الوقت فإنه يجب أن تزرع هذه الاسطوانة على منسوب أقل من أدنى منسوب طابق يدخل في نطاق خدمتها مما يتطلب الحفر على أعماك كبيرة. الموقع التالي يحتوي على معلومات بهذا الخصوص: أنقر (هنا)


المشكلة الثانية لهذا النوع من المصاعد تتعلق في الطاقة, حيث أنها تهدر مقدار عالي من الطاقة لرفع المقصورة في كل مرة, تتحول هذه الطاقة إلى طاقة وضع للكابينة لا يمكن إعادة استغلالها سوى في إعادة السائل المضغوط إلى الخزان.
لذلك لجأ المصممون إلى تصميم نوع آخر من المصاعد (المصاعد المشدودة أو ذات الحبل) و التي لا توجد بها هاتين المشكلتين.



::::: المصاعد المشدودة أو ذات الحبل :::::


تعد هذه المصاعد الأشهر و الأكثر استخداماً و شيوعاً, و تستخدم فيها الحبال المعدنية و المصنعة من أنواع خاصة من الحديد و الفولاذ لرفع و خفض مقصورة الركاب.



اضغط (هنا) لتشاهد ملف الفلاش المتحرك

يتكون النظام من حبال خاصة(3) ملفوفة على بكرة متصلة بموتور كهربائي(2) متعدد السرعات و مزود بنظام متعدد التروس, تتحكم بالموتور دائرة تحكم متطورة(1) تحتوي على معالج لبيانات مختلفة تتعلق بالحمل في المقصورة و الطابق المتواجدة فيه و خط سيرها المطلوب, و يربط على طرفي الحبال الخاصة المقصورة من ناحية و قطعة معدنية(4) ذات حمل ثقيل تسمى بالحمل العكسي يعمل على تخفيف الحمل الواقع على الموتور (توفير الطاقة اللازمة للتشغيل عن طريق استغلال طاقة الوضع – عكس المصاعد الهيدروليكية) و معادلة جزء منه يساوي 40% من حمل المقصورة الكامل, أي أنه في حالة كون المقصورة محملة بنسبة 40% من حملها الكلي تكون الأحمال على طرفي الحبال في حالة توازن تام. كما أنه تستخدم سكك خاصة (5) تشبه إلى حد بعيد السكك الحديدية الخاصة بالقطارات لضمان سير المقصورة عليها باستقامة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق